ماهى مجالات علم النفس

ما هو علم النفس 

علم النفس علم واسع يشمل العديد من الفروع والمجالات التي تدرس جوانب مختلفة من السلوك والعمليات العقلية للإنسان، ويقدم فهمًا عميقًا للنفس البشرية وكيفية التعامل معها في مختلف المواقف الحياتية.

وهو حقل أكاديمي وتطبيقي يركز على دراسة السلوك والعمليات العقلية، بالإضافة إلى العلوم المرتبطة بهما. وعادةً ما ينصب اهتمام علم النفس على دراسة البشر، ولكن في بعض الأحيان يمكن تطبيق مبادئه ونظرياته على كائنات أخرى، مثل الحيوانات أو الأنظمة الاصطناعية الذكية.

إذن.. مجال علم النفس يهتم بفهم وتفسير الأسباب الكامنة وراء السلوكيات والعمليات المعرفية المختلفة؛ وذلك من خلال البحث العلمي والدراسات التجريبية. كما يهدف إلى تطبيق هذه المعرفة في مجالات متنوعة، مثل العلاج النفسي، والتعليم، والإدارة، وغيرها، بغية تحسين حياة الأفراد والمجتمعات.

فروع علم النفس

يتفرع اختصاص علم النفس إلى تخصصات عديدة، تشمل:

• علم النفس الإكلينيكي
• علم النفس التنموي
• علم النفس الاجتماعي
• علم النفس المعرفي
• علم النفس الصناعي
• علم النفس التنظيمي، وغيرها.

وتتكامل هذه الفروع لتقدم صورة شاملة عن طبيعة السلوك الإنساني والعوامل المؤثرة فيه.

ما هي مجالات علم النفس

يتضمن تخصص علم النفس مجموعة واسعة من المجالات والفروع المختلفة التي توفر فرصة جيدة للطالب لاختيار المجال الذي يرغب في دراسته؛ فما هي موضوعات علم النفس؟

1. علم النفس السريري وعلم الشواذ

هما فرعان متصلان من فروع علم النفس يركزان على دراسة وتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية. وفيما يلي نظرة عامة على كل منهما:

علم النفس السريري

• يركز على تقييم وتشخيص وعلاج المشكلات النفسية والعقلية والسلوكية.
• يستخدم أساليب مثل المقابلات والاختبارات النفسية والملاحظة السلوكية للتقييم.
• يطبق مجموعة من التدخلات العلاجية مثل العلاج النفسي والإرشاد والعلاج السلوكي المعرفي.
• يعمل الأخصائيون السريريون في مجموعة متنوعة من الأماكن بما في ذلك العيادات والمستشفيات والمدارس.

علم الشواذ

• يركز على دراسة الأفكار والمشاعر والسلوكيات غير الطبيعية أو المختلة وظيفيًا.
• يبحث في أسباب وتطور وعواقب الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والفصام.
• يستكشف تأثير العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية على الصحة العقلية.
• يساهم في تطوير معايير تشخيصية للاضطرابات النفسية مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM).

بشكل عام، يتداخل علم النفس السريري وعلم الشواذ بشكل كبير، حيث يطبق علماء النفس السريريون المعرفة من علم الشواذ لفهم وعلاج الاضطرابات النفسية بشكل أفضل. يعمل كلا المجالين معًا لتحسين فهمنا للصحة العقلية وتطوير تدخلات فعالة للأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية.

2. علم النفس الاجتماعي

هو أحد أنواع علم النفس، ويركز على دراسة كيفية تأثير الأفكار والمشاعر والسلوكيات بالحضور الفعلي أو الضمني للآخرين. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية حول مجالات علم النفس الاجتماعي:

• التأثير الاجتماعي: يدرس علماء النفس الاجتماعي كيف يمكن للآخرين التأثير على أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا؛ مثل الامتثال والطاعة والمسايرة.
• التحيز والقولبة النمطية: يبحثون في كيفية تشكيل الأحكام والآراء المسبقة تجاه الجماعات الاجتماعية وتأثيرها على التفاعلات والسلوكيات.
• العلاقات بين الأشخاص: يدرسون ديناميكيات العلاقات الشخصية؛ بما في ذلك الجاذبية والصداقة والعلاقات الرومانسية والعدوانية.
• السلوك الجماعي: يحللون كيف يتصرف الأفراد بشكل مختلف في المواقف الجماعية، مثل الحشود والحركات الاجتماعية.
• المواقف والإقناع: يدرسون كيف تتشكل وتتغير المواقف، وكيف يمكن للرسائل الإقناعية التأثير على الأفكار والسلوكيات.

يستخدم علماء النفس الاجتماعي مجموعة متنوعة من الأساليب البحثية، بما في ذلك التجارب والدراسات الاستقصائية والملاحظات الميدانية، لدراسة هذه الظواهر. تساهم نتائجهم في فهمنا للتفاعلات الاجتماعية وتطبق في مجالات مثل التسويق والسياسة والصحة العامة والعلاقات الشخصية.

وتتوفر مجالات عمل مميزة للمتخصصين في هذا المجال؛ منها: مراكز علاج ضحايا الاعتداء، ومراكز علاج مدمني المخدرات.
وإذا ألقينا نظرة عابرة على مجالات علم النفس وعلم الاجتماع؛  نجد أنهما تخصصان مرتبطان يدرسان السلوك البشري والتفاعلات الاجتماعية، لكن لكل منهما مجالات فرعية مميزة.
وهناك بعض التداخل بين مجالات علم النفس والاجتماع؛ حيث يمكن لكلا التخصصين دراسة موضوعات مثل الأسرة والعلاقات بين الأشخاص والتفاعلات الجماعية. ومع ذلك؛ يميل علم النفس إلى التركيز على الفرد، بينما يركز علم الاجتماع على المجموعات والهياكل الاجتماعية الأكبر. وغالبًا ما يتعاون الباحثون في كلا المجالين لفهم التفاعل بين العوامل النفسية والاجتماعية في تشكيل السلوك البشري.

3. علم النفس الشرعي

هو أقسام علم النفس، وهو تطبيق مبادئ وأساليب علم النفس على القضايا القانونية والجنائية. فهو يجمع بين علم النفس والقانون لمساعدة نظام العدالة في اتخاذ قرارات مستنيرة. 

ويعمل علماء النفس الشرعيون عن كثب مع المحامين والقضاة وغيرهم من المتخصصين في نظام العدالة الجنائية. قد يقدمون شهادة الخبراء في المحكمة، أو يجرون أبحاثًا حول القضايا ذات الصلة، أو يقدمون التدريب للمهنيين القانونيين. والهدف هو تطبيق المبادئ النفسية لتعزيز عدالة ونزاهة الإجراءات القانونية.
ويتاح للمتخصصين في هذا المجال العمل كموظفين في المنظمات الاجتماعية، وموظفين في الحكومة وخدمة المتقاضين والجناة والضحايا.

4. علم النفس التربوي

هو أحد فروع علم النفس، ويركز على دراسة كيفية تأثير العوامل النفسية والاجتماعية والمعرفية على التعلم والتطور في السياقات التعليمية. ويهدف إلى تحسين عمليات التدريس والتعلم وتعزيز النمو الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي للطلاب. 
ويطبق علماء النفس التربويون أبحاثهم في مجموعة متنوعة من الأماكن؛ بما في ذلك المدارس والكليات والجامعات ومنظمات التعليم. ويعملون مع المعلمين والإداريين وصانعي السياسات لتطوير مناهج وطرق تدريس وبرامج تعليمية فعالة. والهدف هو تحسين جودة التعليم وتعزيز النجاح الأكاديمي والنمو الشخصي لجميع المتعلمين.

5. علم النفس البيولوجي

ويُعرف أيضًا باسم علم النفس العصبي. هو دراسة الأسس البيولوجية للسلوك والعمليات العقلية. يستكشف كيف تؤثر الهياكل والوظائف البيولوجية، مثل الدماغ والجهاز العصبي والهرمونات والجينات، على السلوك والتجارب الإنسانية. 
يستخدم علماء النفس البيولوجيون مجموعة متنوعة من الأساليب؛ بما في ذلك التصوير العصبي وتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ والتحليل الجيني والدراسات الحيوانية، لاستكشاف العلاقة بين البيولوجيا والسلوك. تساهم أبحاثهم في فهمنا للعمليات النفسية وتطوير علاجات للاضطرابات العقلية والعصبية. وتتحقق المعرفة بالكيفية التي تتفاعل بها للعوامل البيولوجية والبيئية لتشكيل تجاربنا وسلوكياتنا.

6. علم النفس الصناعي والتنظيمي

هو أحد فروع علم النفس التطبيقي الذي يركز على دراسة السلوك الإنساني في بيئة العمل والمنظمات. ويهدف إلى تحسين الأداء، وزيادة الرضا الوظيفي، وتعزيز فعالية المنظمات. 
يلعب علماء النفس الصناعي والتنظيمي دورًا مهمًا في مساعدة المنظمات على تحسين أدائها وتحقيق أهدافها من خلال تطبيق المبادئ والنظريات النفسية في بيئة العمل كـ (علم نفس) له آثاره الإيجابية الهامة.

7. علم نفس الشخصية

هو أحد فروع علم النفس الذي يهتم بدراسة الشخصية الإنسانية من حيث سماتها وأنماطها وديناميكياتها. ويسعى هذا العلم إلى فهم الفروق الفردية بين الأشخاص وتفسير السلوك الإنساني في ضوء خصائص الشخصية. 
ويساهم علم نفس الشخصية في فهم أعمق للذات والآخرين، كما يوفر أساسًا علميًا للتطبيقات العملية في مجالات الإرشاد النفسي وعلم النفس الإكلينيكي وعلم النفس الصناعي والتنظيمي.

8. علم النفس البيئي

هو أحد مجالات علم النفس الذي يهتم بدراسة التفاعل بين الإنسان والبيئة المحيطة به، وكيف تؤثر البيئة على السلوك والخبرات النفسية للأفراد، وكيف يمكن للأفراد والمجتمعات التأثير على البيئة. ويشمل علم النفس البيئي دراسة البيئات الطبيعية والمبنية والاجتماعية. 
ويهدف علم النفس البيئي إلى تعزيز التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة، وتطوير حلول للمشكلات البيئية التي تراعي الاحتياجات النفسية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات، ويساهم في تخطيط وتصميم البيئات بما يحقق الرفاهية والاستدامة.

9. علم النفس الرياضي

هو أحد تخصصات علم النفس التطبيقي الذي يهتم بدراسة السلوك والعمليات العقلية والانفعالية المرتبطة بالرياضة والنشاط البدني؛ بهدف تحسين الأداء الرياضي وتعزيز الصحة النفسية والبدنية للرياضيين. ويشمل علم النفس الرياضي العمل مع الرياضيين والمدربين والحكام والإداريين في مختلف المستويات والسياقات الرياضية. 
ويهدف علم النفس الرياضي إلى تطبيق المبادئ والنظريات النفسية في المجال الرياضي، لمساعدة الرياضيين على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، والتغلب على التحديات النفسية، وتعزيز الأداء والرفاهية النفسية والبدنية.

دراسة علم النفس

علم النفس هو أداة قوية لاستكشاف وفهم العوامل المتنوعة التي تشكل سلوكياتنا وقراراتنا. من خلال دراسة الدوافع والانفعالات والتفكير والتعلم، يمكننا تطوير بصيرة أعمق حول أنفسنا والآخرين؛ مما يتيح لنا اتخاذ خيارات تعيننا على بناء روابط أقوى وأكثر إيجابية مع الآخرين؛ سواء في المنزل أو في مكان العمل.

كما يلعب علم النفس دورًا محوريًا في مجال الصحة العقلية؛ حيث يساعد في تشخيص وفهم الاضطرابات النفسية المختلفة، وتطوير استراتيجيات علاجية فعالة. من خلال الجمع بين النظريات النفسية والبحث العلمي؛ يمكن للمتخصصين تقديم الدعم والتوجيه للأفراد الذين يواجهون تحديات نفسية، وتمكينهم من تحقيق حياة أكثر صحة وتوازنًا.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمبادئ علم النفس أن تثري حياتنا الشخصية والمهنية؛ من خلال تعزيز مهارات التواصل والتعاطف وحل النزاعات. وكذلك؛ يمكن لتطبيق المفاهيم النفسية في حياتنا اليومية أن يعزز شعورنا بالسعادة والرضا.

ودراسة علم النفس تؤهل الخريجين للعمل في مجالات متنوعة مثل: الإرشاد النفسي، البحث، التدريس، الموارد البشرية، تصميم المناهج التعليمية وغيرها.

والخلاصة: إن تخصص علم النفس أحد أهم التخصصات العلمية التي تدرس السلوك والعمليات العقلية للإنسان. ويهدف علم النفس بشكل عام إلى فهم السلوك الإنساني والعمليات العقلية وتطبيق هذه المعرفة لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات.

ما هي مجالات عمل علم النفس

هناك العديد من مجالات العمل المتاحة لخريجي تخصص علم النفس؛ ومن أهمها:

1. الإرشاد النفسي: العمل كمرشد نفسي في المدارس، الجامعات، المستشفيات، أو العيادات الخاصة لتقديم الدعم النفسي للأفراد.

2. العلاج النفسي: تقديم العلاج النفسي للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو سلوكية في العيادات أو المراكز المتخصصة.

3. البحث العلمي: إجراء البحوث والدراسات في مجالات علم النفس المختلفة في الجامعات أو مراكز البحوث.

4. الموارد البشرية: العمل في إدارات الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات لتطبيق مبادئ علم النفس في التوظيف والتدريب وتقييم الأداء.

5. التعليم: تدريس علم النفس في المدارس الثانوية أو الجامعات، أو العمل كمختص نفسي في المدارس لتقديم الدعم للطلاب.

6. الاستشارات: تقديم الاستشارات النفسية للأفراد والمؤسسات في مجالات مثل التنمية الشخصية، إدارة الضغوط، أو التواصل الفعال.

7. العدالة الجنائية: العمل في مجال العدالة الجنائية كخبير نفسي لتقديم التقييمات والشهادات في القضايا الجنائية.

8. الصحة العامة: المشاركة في برامج الصحة العامة لتعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية على مستوى المجتمع.

9. الرياضة: تقديم الاستشارات النفسية للرياضيين والمدربين لتحسين الأداء وتعزيز الصحة النفسية.

10. التسويق والإعلان: تطبيق مبادئ علم النفس في مجال التسويق والإعلان لفهم سلوك المستهلك والتأثير عليه.

هذه بعض مجالات العمل الشائعة لخريجي علم النفس، ولكن هناك فرص أخرى متنوعة يمكن استكشافها بناءً على اهتمامات كل خريج ومهاراته.

أفضل الجامعات لدراسة علم النفس في ماليزيا

  Sunway University