أكثر اللغات طلبًا في سوق العمل في ماليزيا
June 19, 2025
Somaia
في العصر الحديث المليء بالتكنولوجيا والتقنيات، أصبحت المهارات اللغوية مفتاحًا أساسيًا للنجاح الوظيفي.
ينطبق هذا بشكل خاص على سوق العمل في ماليزيا، حيث الطبيعة متعددة الثقافات والاقتصاد المتنامي يفرضان الحاجة إلى إتقان أكثر من لغة.
على سبيل المثال، يواجه طلاب الجامعات المقبلون على التخرج تنافسًا عاليًا، ومن يمتلك مهارات لغوية متنوعة ستكون لديه أفضلية واضحة عند التقديم للوظائف.
فمع توسع الشركات متعددة الجنسيات في ماليزيا وتزايد التعاون الدولي، يزداد الطلب على محترفي اللغات القادرين على التواصل مع عملاء وشركاء من خلفيات لغوية مختلفة .
في الفقرات التالية سنستعرض أهم اللغات المطلوبة في سوق العمل الماليزي، وكيف يمكن أن تعزز هذه اللغات فرص التوظيف في مجالات مثل السياحة والتعليم والترجمة وغيرها.
أهم اللغات المطلوبة في سوق العمل الماليزي
• اللغة الإنجليزية
تتصدر الإنجليزية قائمة المهارات اللغوية في ماليزيا. فهي لغة الأعمال والتعليم العالي الأولى في البلد، ومعظم أصحاب العمل يعتبرونها شرطًا أساسيًا للتوظيف.
تستخدم الإنجليزية على نطاق واسع في المؤسسات والشركات والجامعات في ماليزيا، مما يجعل إتقانها ضروريًا للتواصل المهني والأكاديمي.
تشير الإحصائيات إلى أن إتقان الإنجليزية يعتبر من أهم المهارات اللغوية التي يحتاجها الباحث عن العمل في ماليزيا نظرًا لاستخدامها الكبير في الأعمال التجارية والتعليم.
باختصار، لا غنى عن الإنجليزية لأي شخص يطمح للعمل في بيئة دولية أو محلية احترافية داخل ماليزيا.
• اللغة الملايوية
لغة الملايو هي اللغة الوطنية الرسمية في ماليزيا، لذا فهي ضرورية للتواصل اليومي ومعاملات الجهات الحكومية.
معظم الماليزيين يتحدثون بها بطلاقة كلغة أم، وبالتالي قد لا تُذكر دائمًا ضمن المتطلبات المعلنة للوظائف لأنها أمر مفروغ منه محليًا.
لكن بالنسبة للوافدين أو العاملين الأجانب، فإن تعلم الملايوية يمثل ميزة كبيرة للتفاعل مع المجتمع وفهم الثقافة المحلية في بعض الوظائف التي تستلزم التعامل مع العملاء المحليين وجهاً لوجه، قد تكون إجادة الملايوية شرطًا أو أفضلية لذا فإن امتلاك خلفية في الملايوية يساعد في الاندماج بسهولة في فريق العمل والمجتمع الماليزي.
• اللغة الصينية (الماندرين)
تشهد اللغة الصينية وبالأخص الماندرين طلبًا متزايدًا في السوق الماليزي. يعود ذلك إلى عدة عوامل منها العلاقات الاقتصادية المتينة بين ماليزيا والصين ووجود جالية صينية كبيرة داخل ماليزيا.
العديد من الشركات – خاصة في مجالات التجارة الدولية والتصنيع – تفضّل توظيف من يجيد الماندرين لتسهيل التعامل مع الشركاء والعملاء من الصين بل إن بعض إعلانات الوظائف للمناصب العليا باتت تشترط إتقان الماندرين ضمن المؤهلات ووفقًا لتقارير حديثة، فإن تدفق الاستثمارات الصينية إلى ماليزيا أدى إلى زيادة الطلب على المواهب المُلمّة بالماندرين لتيسير المعاملات التجارية.
الجدير بالذكر أيضًا أن عدد السائحين الصينيين إلى ماليزيا كبير جدًا فقد زارها 2.4 مليون سائح صيني خلال أول 9 أشهر من عام 2019 وحده، مما يبرز أهمية الماندرين في قطاعات كالسياحة والضيافة أيضًا. لذا يُنصح الخريجون باكتساب مهارة التحدث بالماندرين لإبراز أنفسهم في سوق العمل الماليزي.
• اللغة العربية
تحتل العربية مكانة ملحوظة آخذة في النمو ضمن بعض القطاعات في ماليزيا. فكون ماليزيا بلدًا ذا طابع إسلامي وعلاقات متينة مع الدول العربية، ازداد الاهتمام بالعربية خصوصًا في مجالات السياحة والتعليم والتبادل الثقافي.
العديد من السياح من الشرق الأوسط يقصدون ماليزيا لقضاء العطلات والتعليم، مما ولّد حاجة لموظفين يجيدون العربية في الفنادق وشركات السياحة وحتى في الجامعات التي تستقطب الطلبة العرب.
تشير تصريحات اتحاد أصحاب العمل الماليزي إلى أن صناعات عديدة في البلاد باتت تبحث عن مرشحين ملمين بلغات مثل الماندرين واليابانية والكورية والعربية نظرًا لتوسع حضور هذه اللغات في السوق المحلي إتقان العربية يفتح أبوابًا للعمل كمترجم أو مرشد سياحي أو في مكاتب الشركات التي تتعامل مع عملاء من المنطقة العربية. لذلك، فإن معرفة العربية تُعد ميزة إضافية قيّمة في السوق الماليزي المتنوع.
• اللغة اليابانية
شهدت اليابانية أيضًا طلبًا مستمرًا في سوق العمل بماليزيا، مدفوعًا بوجود عدد من الشركات اليابانية العاملة في البلاد واستثمارات يابانية في قطاعات مثل الإلكترونيات والسيارات.
الشركات الماليزية التي تتعامل مع شركاء أو عملاء يابانيين تفضّل توظيف من لديهم إلمام باليابانية لتعزيز التواصل وفهم ثقافة العمل اليابانية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك إقبال متزايد على تعلم اليابانية ضمن المجتمع الماليزي نفسه، سواء بدافع الاهتمام الثقافي أو لتحسين الفرص الوظيفية.
وقد أشار خبراء التوظيف إلى أن اليابانية والكورية إلى جانب الماندرين مطلوبة بشدة في وظائف الشركات متعددة الجنسيات التي تتخذ من ماليزيا مقرًا إقليميًا لها لذا فإن اكتساب مهارة التحدث باليابانية يمكن أن يمنح المتقدم للوظيفة تميزًا في مجالات الترجمة الفورية، خدمة العملاء الدولية، أو حتى التدريس في المعاهد ومراكز اللغات.
• اللغة الكورية
على غرار اليابانية، تبرز الكورية كلغة أجنبية مطلوبة في ماليزيا مع تنامي الحضور الكوري في الاقتصاد والثقافة.
فماليزيا ترتبط بعلاقات تجارية واستثمارية مع كوريا الجنوبية، وهناك شركات كورية عالمية (في مجالات الإلكترونيات والتكنولوجيا وغيرها) تنشط في السوق الماليزي.
كما أن الموجة الكورية ثقافيًا (من خلال الدراما والموسيقى) زادت من إقبال الشباب على تعلم اللغة الكورية.
من جهة التوظيف، تتميز الكورية بأنها مطلوبة للعمل في الشركات الكورية العاملة في ماليزيا أو تلك الماليزية التي لديها تعاون مع السوق الكوري أيضًا يُستفاد من متحدثي الكورية في قطاع السياحة لاستقبال السياح الكوريين وفي مراكز الاتصال التي تخدم عملاء من كوريا.
وعليه فإن إتقان الكورية قد يفتح فرصًا وظيفية في مجالات الترجمة والأعمال الدولية والترفيه الثقافي.
ملحوظة: إلى جانب ما سبق، قد تكون هناك لغات إضافية مطلوبة وفق مجال محدد. فمثلًا اللغة التاميلية مفيدة في بعض الوظائف التي تستهدف المجتمع ذا الأصول الهندية داخل ماليزيا وكذلك الأمر بالنسبة للغات أوروبية كالألمانية أو الفرنسية في وظائف السياحة والدبلوماسية وإن كانت أقل شيوعًا.
المهم هو مراعاة احتياجات الوظيفة والسوق المستهدف؛ فبعض الشركات قد تطلب لغة بعينها لخدمة شريحة معينة من العملاء أو للتواصل مع أسواق خارجية محددة
أهم المجالات التي تتطلب مهارات لغوية في ماليزيا
يمكن العثور على وظائف تحتاج إلى إتقان لغات متعددة في عدة قطاعات حيوية في ماليزيا. فيما يلي أبرز المجالات التي تزيد فيها قيمة المهارات اللغوية:
• قطاع السياحة والضيافة
يُعتبر قطاع السياحة من أعمدة الاقتصاد الماليزي، حيث تستقبل البلاد ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم سنويًا.
يحتاج العاملون في الفنادق وشركات الطيران ووكالات السفر إلى التحدث بلغات متنوعة لخدمة السياح على أفضل وجه.
فإلى جانب الإنجليزية كلغة تواصل عامّة، يبرز الطلب على متحدثي الماندرين للزوار الصينيين الذين يشكّلون نسبة كبيرة من السياح كما أسلفنا وعلى متحدثي العربية لخدمة السياح القادمين من الشرق الأوسط.
وجود موظفين قادرين على التحدث بلغات الزبائن ينعكس إيجابًا على تجربة السائح، ولذلك تحرص الشركات السياحية والضيافية في ماليزيا على توظيف كوادر متعددة اللغات.
هذا الأمر يمتد أيضًا إلى المرشدين السياحيين الذين يعد إلمامهم بلغات مختلفة جزءًا أساسيًا من نجاحهم. باختصار، كلما زاد عدد اللغات التي يتحدثها العامل في السياحة، ارتفعت قيمته كموظف وزادت فرص ترقيته أو حصوله على عروض عمل أفضل.
• قطاع التعليم والخدمات الأكاديمية
مع سعي ماليزيا لتكون مركزًا تعليميًا إقليميًا، ازداد التنوع اللغوي في المدارس والجامعات؛ حيث يوجد في ماليزيا أكثر من مائة ألف طالب دولي من مختلف الدول، مما يعزز الحاجة إلى أساتذة وموظفين إداريين يمتلكون مهارات تواصل بلغات متعددة .
المدارس الدولية بشكل خاص تبحث عن معلمين ثنائيي اللغة أو متعددي اللغات لتدريس مواد مختلفة والتواصل مع أولياء الأمور غير المحليين كذلك فإن تدريس اللغات (كالإنجليزية للعرب أو العربية للماليزيين، والصينية لغير الناطقين بها، إلخ) أصبح مجالًا وظيفيًا مهمًا بحد ذاته مع انتشار معاهد اللغات.
في الجامعات، قد تحتاج المكاتب الدولية إلى موظفين يجيدون لغات أجنبية لمساعدة الطلاب الوافدين في إجراءات التسجيل والتوجيه. بشكل عام، امتلاك مهارة لغوية إضافية يوسع نطاق الفرص الوظيفية في المؤسسات التعليمية الماليزية، سواء في التدريس أو الإرشاد الطلابي أو حتى ترجمة المواد الأكاديمية.
• مجال الترجمة والتحرير اللغوي
يعد مجال الترجمة من أكثر المجالات التي تستفيد مباشرة من تعدد اللغات في ماليزيا. فمع بيئة متعددة اللغات، هناك حاجة كبيرة للمترجمين والمترجمين الفوريين لسد الفجوات اللغوية بين الأفراد والمؤسسات.
سواء كان الأمر ترجمة مستندات رسمية بين الإنجليزية والملايوية، أو ترجمة عقود تجارية من الصينية إلى الإنجليزية، أو ترجمة سياحية من العربية إلى الملايوية، يحتاج السوق إلى محترفين في الترجمة بجميع هذه الأزواج اللغوية.
تشير بعض التقارير إلى وجود “طلب مرتفع على المترجمين في اللغات مثل الإنجليزية والعربية والصينية والفارسية” في ماليزيا، مما يدل على مدى تنوع الأعمال التي تتطلب ترجمة.
أيضًا يشمل هذا المجال التدقيق اللغوي والتحرير في وسائل الإعلام، حيث يُطلب من المحررين إتقان لغتين أو أكثر لمراجعة المحتوى المترجم وضمان دقته.
يمكن لخريجي تخصصات اللغات أن يجدوا فرصًا وظيفية وافرة في مكاتب الترجمة، والسفارات، والمنظمات الدولية العاملة في ماليزيا، فضلًا عن العمل الحر كمترجمين عبر الإنترنت حيث يمكنهم تقديم خدماتهم لشركات داخل وخارج البلاد.
بالإضافة إلى القطاعات الثلاثة المذكورة أعلاه، هناك مجالات أخرى تستفيد من المهارات اللغوية.
على سبيل المثال قطاع العلاقات الدولية والدبلوماسية يتطلب كوادر قادرة على التفاوض والتواصل بلغات مختلفة، وقطاع الإعلام يبحث عن مقدمي برامج أو صحفيين يجيدون لغات أجنبية لتغطية أحداث عالمية أو تقديم برامج تستهدف جمهورًا متعدد اللغات.
حتى في قطاع الأعمال والتجارة الدولية، إن قدرة الموظف على فهم لغة وثقافة الشريك التجاري تتيح له بناء علاقات أقوى وإبرام صفقات أكثر نجاحًا.
ختامًا، يمكن القول إن تنوع ماليزيا الثقافي والاقتصادي جعل من تعدد اللغات ميزة ضرورية للراغبين في اقتحام سوق العمل فيها.
تعلم لغة أجنبية أو أكثر إلى جانب لغتك الأم يوسع من آفاقك المهنية ويفتح أمامك أبوابًا وظيفية في شركات عالمية وقطاعات حيوية.
كما أن المهارات اللغوية لا تفيد فقط في الجانب المهني، بل تنمّي أيضًا قدراتك الشخصية في التواصل والتفاعل الثقافي مع الآخرين.
لذلك إن كنت طالبًا جامعيًا أو باحثًا عن عمل في ماليزيا، احرص على تقييم خياراتك اللغوية واختيار اللغة التي تضيف لقيمتك المهنية وفقًا لمجال عملك المستهدف.
تذكّر دائمًا المقولة الشهيرة "ترجمة لغة إضافية هي اكتساب حياة جديدة "فكل لغة تتقنها تزيد من قدرتك على النجاح والتميز في مسيرتك الأكاديمية والمهنية امتلاك مزيج من الإنجليزية ولغة أخرى أو أكثر مثل الصينية أو العربية أو اليابانية سيجعلك منافسًا قويًا في نظر أرباب العمل في ماليزيا وخارجها.
نعم، المستقبل الوظيفي بات يعتمد بشكل متزايد على التواصل العالمي، ولا شك أن الاستثمار في تعلم اللغات هو واحد من أفضل القرارات التي يمكن أن تتخذها لبناء مستقبل مهني مشرق.
هل ترغب بالدراسة في ماليزيا؟ تواصل معنا الآن.
سنساعدك في العثور على جامعتك المثالية والتقديم فيها
قد تكون مهتمًا بـ...
- لماذا تختار ماليزيا لدراسة هندسة البترول؟
- أكثر اللغات طلبًا في سوق العمل في ماليزيا
- ماذا تأخذ معك في حقيبتك عند السفر للدراسة في ماليزيا؟
- خطوات ما بعد القبول الجامعي في ماليزيا
- أخطاء شائعة تمنعك من القبول الجامعي في ماليزيا
- كيف تدير وقتك بفعالية أثناء الدراسة الجامعية في ماليزيا؟
- الجامعات الماليزية المعترف بها في الخليج والدول العربية
- أخطاء يقع فيها الطلاب الجدد عند التقديم للجامعات الماليزية
- نصائح ذهبية لتعلم اللغة الماليزية للطلاب الدوليين
- تعلُّم اللغة الماليزية مفتاحك الحقيقي للنجاح في ماليزيا