التعليم عن بعد

الدليل الشامل حول التعليم عن بعد:

بعد التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة انتشرت طرق التعليم عن بعد بواسطة الإنترنت وأجهزة الحاسوب، وذلك عبر مجموعة من الدورات التعليمية أو الكورسات التي توفرها بعض المواقع الإلكترونية والجامعات بشكل مجاني أو مدفوع.

ويلجأ الكثير من الطلاب إلى هذا النوع من أشكال التعلّم لكثير من الأسباب أهمها ضيق الوقت، توفير الجهد والتكاليف، الانشغال بأمور الحياة العامة وابتعاد المسافة بين الدارسين والجهة المُراد الالتحاق بها تعليميًا...إلخ من الأسباب، والتي ساهمت بشكل كبير في تزايد عدد الطلاب المُلتحقين بالدورات التعليمية المتوفرة عبر الإنترنت.

التعليم عن بعد:

لا يقتصر التعلّم عن بعد على الكورسات المتنوعة في شتى المجالات العلمية والأدبية، وإنما بات من السهل الحصول على درجات علمية مرموقة كالماجستير أو الدكتوراه من جامعات عالمية عبر الإنترنت، ولذا أصبحت الشهادات العلمية التي تم الحصول عليها بواسطة الدراسة عبر الإنترنت مُعترف بها عالميًا في التوظيف وغيره من الأمور التي تتطلب وثائق علمية مُعتمدة، كما أنه لا يقتصر فقط على الطلاب أو صغار السن، بل تتيح الدراسة عن بُعد للجميع من مختلف الفئات العمرية اكتساب مزيد من الخبرات من خلال دراسة أي تخصص أو مجال الكترونيًا بسهولة مع إمكانية تنظيم الوقت.

وفيما يلي سنتناول معًا كل ما يخص التعليم والتعلّم عن بعد بطريقة مُفصلة.

ما هو التعليم عن بعد؟

تعريف التعليم عن بُعد " Distance Learning" هو أحد أنماط التعليم التي ظهرت في الآونة الأخيرة بفضل انتشار الإنترنت وتطور الوسائل التعليمية وملائمتها للعالم الافتراضي الذي يوفر بيئة تعليمية متكاملة للتواصل بين الطلاب والأساتذة عبر الإنترنت بعيدًا عن عوائق المسافات الجغرافية والتكاليف الباهظة التي قد لا يقد عليها كثير من الطلاب.

وقد بدأ ظهور التعليم الإلكتروني عن بعد في الجامعات الأمريكية التي بادرت بمراسلة الطلاب عبر البريد وتوفير كافة الوسائل التعليمية من فيديوهات شرح، واجبات، تسجيلات، المناهج والكتب الدراسية على أن يقوم الطالب بالدراسة بكل حرية فيما عدا التزامه بحضور الامتحان النهائي في الجامعة، ومع تطور التكنولوجيا تطورت وسائل المراسلة حتى ظهر مصطلح التعليم عن بعد بواسطة الإنترنت.

طريقة التعليم عن بُعد:

بدأ التعليم الالكتروني والتعليم عن بُعد مؤخرًا يدخل في نطاق الجدية أكثر وأصبح من أساليب التعليم المعتمدة عالميًا ولاسيما في ظل ظهور وانتشار جائحة كورونا، التي ساهمت في توقف الكثير من الأنشطة واضطراب العديد من القطاعات منها القطاع التعليمي في جميع بلدان العالم، مما اضطر جميع الدول للاعتماد بشكل رئيسي على الدراسة عن بُعد للخروج بأقل الخسائر والحفاظ على الأرواح البشرية.

ومن هنا بدأت المنظومات والمؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء العالم تطوبر استراتيجيات التعلم عن بعُد، وبدأت المدارس في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي تعمل إما بدوام كلي أو جزئي الكترونيًا، بالإضافة إلى كليات التعليم عن بعد وكذلك الجامعات، فأصبح الطلاب يتلقون المحاضرات والواجبات الدراسية بشكل الكتروني خلال تواجدهم في منازلهم مع تحقيق التواصل التام ما بين الدارسين والمعلمين عبر الإنترنت دون الحاجة للذهاب إلى القاعات الدراسية، والتي كانت ستساهم بشكل كبير في انتشار العدوى بفيروس كورونا.

كيفية التعليم عن بعد:

وحول كيفية الدراسة عن بعُد التي قد لا يستوعبها البعض فإنها تتحقق عبر طريقتين:

 الطريقة الأولى: أن يكون التعليم بصورة متزامنة، وهي التي تحتاج لتحقيق الاتصال المباشر ما بين الطلاب والمدرسين في وقت واحد يتم الاتفاق عليه بشكل مسبق وتنسيقه، وهذه الطريقة تلزم طلاب الصف الواحد بالالتزام بوقت محدد لحضور المحاضرة مع المعلم بشكل الكتروني مرئي، وهذه الطريقة تفقد التعلم عند بعُد مرونته بعض الشيء نتيجة لإلزام الطلاب بالوقت.

 الطريقة الثانية: هي التعليم غير المتزامن والتي يعتبرها الكثير من الطلاب طريقة أكثر مرونة من تلك التي تعتمد على المزامنة، فمن خلال هذه الطريقة يتم تلقي المواد الدراسية بشكل أسبوعي ويتم التفاعل ما بين الطلاب من خلال المحدثات الالكترونية، ويتم تدريبهم من خلال إقامة الامتحانات القصيرة، وهو ما يوفر حرية أكبر للطلاب في فهم ودراسة المحتوى العلمي بسهولة أكثر.

ما هي أنواع التعليم عن بعد؟

للتعلّم عن بعد عدة أنواع يُقبل عليها الكثير من الطلاب وتستلزم الكثير من الجهد من أجل الحصول على شهادة علمية بالجامعات العالمية المرموقة، وأنواعه هي:
 

• Asynchronous Learning:
  وهو أحد أشكال التعليم عن بعد التي لا يلتزم فيها الطالب بجدول زمني خاص بالمحاضرات وغيرها، فالمناهج الدراسية تكون في هيئة شروحات مرئية ومسموعة يُمكن للطالب الاطلاع عليها حينما يشاء والخضوع للاختبار لنيل الشهادة.

• Synchronous Learning:
  وهذا النمط يُعد أقل مرونة في التعلّم عن بعد، وذلك لأن الطالب مُلتزم بجدول زمني للمحاضرات، كما يلتزم بتسجيل الدخول في أوقات مُعينة للتواصل مع أساتذته وزملائه فيما يُسمى بالـ Video Conference.

• Hybrid Learning:
  وهذا النمط من وسائل التعلّم عن بعد يُعد مزيجًا من النوعين الآخرين، حيث يكون الجدول الزمني للمحاضرات بالاتفاق بين الأساتذة والطلاب، كما لا يُجبر الطلاب فيها على الحضور على الإنترنت بشكل دائم وإنما حسب ما تستلزمه المحاضرة. 

مزايا التعلم عن بعد:

بعد أن تطرقنا بشكل عام للعديد من النقاط  والتساؤلات التي تراود الكثير حول التعليم الالكتروني والتعلم عن بعُد حان الآن وقت الحديث عن مميزات التعلم عن بُعد تلك المزايا التي جعلته ذو شأن عظيم عالميًا، وأقبل عليه الكثيرين للحصول على شهادات مرموقة، ولاسيما في ظل توافر العديد من كليات التعليم عن بعد وأيضًا جامعات عن بعُد وفيما يلي إليكم أبرز فوائد التعلم عن بعد:

• تقليل المصاريف الدراسية، حيث ساهمت الدراسة عن بُعد بنسبة كبيرة في توفير المال فلم تعد هناك حاجة لإنفاق الأموال في التنقل ما بين المنزل والمؤسسة التعليمية، وكذلك التخلي عن نفقات الكتب الدراسية التي أصبحت بطبيعة الحال كتب الكترونية سهل توافرها وتحميلها.

• بفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة المتطورة نجح التعلم عند بعُد في التفوق على التعليم التقليدي في جوانب عديدة من أبرزها تحقيق التفاعل الطلابي، وتوافر المحاضرات وإمكانية الرجوع إليها في أي وقت على عكس التقليدي، كما أنه أصبح معتمد عالميًا وأكثر أهمية.

• المساهمة في خلق وتجديد الحافز لدى كل من الطلاب والمعلمين، بسبب توافر طرق جديدة أكثر إبداعًا من تلك الطرق التقليدية الروتينية التي تصيب الجميع بحالة من الملل وفقد الرغبة في البحث والتعلم.

• من فوائد التعلم عن بعُد التي لا يمكن تجاهلها هي توافر العديد من أساليب التعليم منها ما هو مرئي ومنها ما هو مسموع، حتى يتمكن كل طالب من اختيار الطريقة الأنسب له في التعلم.

• تنمية العديد من المهارات لدى الطلاب ولاسيما مهارات الانضباط والتنظيم والاستفادة من الوقت على النحو الأمثل.

• المرونة واحدة من أبرز مميزات التعلم عن بعُد التي تحققت بنسبة كبيرة، حيث أصبح بإمكان كل طالب وضع مخطط دراسي لكل مادة بالأسلوب الذي يناسبه، كما أصبح هناك مرونة في عامل المكان فمن السهل حضور المحاضرة من أي مكان يرغبون به بشرط توافر الإنترنت وحاسوب، وكذلك اختيار الوقت الأنسب إليهم.

• إتاحة الفرصة للكثير من الطلاب للالتحاق بمُختلف الدورات التعليمية عبر الإنترنت بكل سهولة لمختلف الأعمار، وخاصةً ذوي الاحتياجات الخاصة.

• تعدد الخيارات الخاصة بالمواد والبرامج الدراسية أمام الطلاب.

سلبيات التعلم عن بعد:

جميع مميزات التعلم عن بعُد التي سبق ذكرها لا تغني عن وجود عيوب في التعليم عبر الإنترنت والتي يُعاني منها بعض الطلاب عند الإقبال على التسجيل في إحدى دوراته، وتتمثل تلك العيوب والسلبيات فيما يلي:

• عدم توافر الخبرة الخاصة بالتعامل مع الوسائل التكنولوجية لدى الكثير من الطلاب، افتقار الخبرة هذه يجعل الأمر أكثر صعوبة عليهم سواء عند التسجيل في إحدى الدورات الدراسية أو أثناء عملية الدراسة نفسها.

• صعوبة وندرة التواصل الشخصي مع الطلاب والأساتذة في المجال الدراسي للاستفادة من خبراتهم.

• غياب الرقابة الذاتية لدى بعض الطلاب وبالتالي عدم مقدرتهم على تحقيق أهدافهم المنشودة من التسجيل في دورات التعليم عبر الإنترنت.

• الدراسة عند بعد تستوجب توافر بيئة تكنولوجية قوية من إنترنت وأجهزة حاسوب سواء لدى المعلمين أو الطلاب، لضمان نجاح العملية التعليمة والتواصل بشكل سليم ومستمر، وهذا ما قد يصعب تحقيقه مع الجميع.

• عدم إحكام الرقابة التامة على الامتحانات الالكترونية بطريقة تمنع حدوث الغش أو تثبت خضوع الطالب بنفسه للامتحان، وهو ما يراه الكثير أنه من أهم السلبيات التي يجب العمل على معالجتها بصورة أكبر.

ماهى أفضل جامعات التعليم عن بعد؟

الدراسة الجامعية بلا شك من أهم المراحل التعليمية التي تعُد الطلاب بشكل جيد وبأسلوب احترافي لسوق العمل، من خلال اختيار كل طالب للتخصص الذي يناسبه أو يتوافق مع أهدافه ودرجاته في التعليم الثانوي، ومع اختلاف ظروف وتطلعات كل طالب يبقى التعليم عن بعُد حل مثالي يمكن الطلاب الراغبين من الدراسة في الخارج وغير قادرين على السفر الالتحاق بأي من جامعات التعليم عن بعُد المعتمدة والدراسة في المنزل دون الحاجة إلى السفر.

وهناك كذلك الطلاب الراغبين في العمل وغير قادرين على الذهاب إلى الجامعات فقدمت لهم الدراسة عن بعُد الحل الذي يتيح لهم الجمع ما بين التعلم والعمل مع تنظيم الوقت، كما توفر العديد من الجامعات والكليات خاصية الدراسة عن بعُد مجانا أي أنه مع التعليم عن بعُد جميع المشاكل التي من الممكن أن تواجه الطلاب الجامعيين لها حلول مع التعليم عن بعُد.

وفيما يلي نستعرض معكم أفضل 10 جامعات عن بعُد عالميًا: 

• جامعة الناس UNIVERSITY OF THE PEOPLE

• جامعة UMass 

• جامعة فلوريدا University of Florida Distance Learning

• جامعة بوسطن Boston University Online

• جامعة ميسوري University of Missouri

• جامعة هارفارد harvard university

• جامعة ولاية بنسلفانيا العالمية Pennsylvania State University

• جامعة دريكسل Drexel University Online

• جامعة ولاية أريزونا Arizona State University

• جامعة ولاية أوريغون Oregon State University

ماهى أفضل الجامعات العربية للتعلم عن بعد؟

وعلى المستوى العربي فهناك العديد من جامعات التعليم عن بعُد أيضًا والتي توفر لطلابها تخصصات عديدة للدراسة وكذلك شهادات معتمدة، منها ما يلي:

• الجامعة المصرية للتعليم الالكتروني.

• جامعة طلال أبو غزالة.

• جامعة المنصورة.

• جامعة البحرين.

• جامعة العلوم الإبداعية.

• الجامعة الأمريكية بالسليمانية.

• الجامعة الإسلامية الدولية.

في النهاية نكون قد أوضحنا العديد من النقاط  الأساسية التي تعتبر مرجع ودليل شامل حول التعليم الالكتروني والتعليم عن بعُد وكل ما يتعلق به من حيث كيفية الدراسة عن بعُد وأيضًا مميزات التعلم عن بعُد، هذا بالإضافة إلى استعراض سريع لأبرز كليات التعليم عن بعد وكذلك أهم جامعات التعليم عن بعُد العالمية والعربية المعتمدة والتي منها ما يوفر الدراسة عن بعد مجانا للطلاب.